مازالت كواليس ثورة 25 يناير التى خلصت مصر من الحكم البائد عامرة بالاحداث التى تخرج الى النور يوما بعد يوم ، كما أصبحت كواليس الاسرة الحاكمة المخلوعة مادة شيقة للمتابعين لتوابع الثورة خاصة عندما تصدر عن مصادر موثوق فى صدقها وقربها من مسرح الاحداث سواء بالمعلومات او التحليل والتوقعات الصائبة .
ومن المصادر التى تلقى إرتياحا لدى كافة الأوساط بكافة انتماءاتها الدكتور مصطفى الفقى السكرتير السابق للرئيس المخلوع والذى ترك منصبه وخرج من قصر الرئاسة قبل 20 عاما بعد مشوار عامر وحافل بالعطاء والاقتراب ايضا من صناعة القرار .. ورغم خروجه من القصر بمؤامرة محبوكة نسج خيوطها البعض للاطاحة به الا انه كان دوما قريبا من دائرة معلومات الرئيس المخلوع ، وهناك اتصالات كان يتلقاها من الرئيس مبارك نفسه فى عز سلطانه وعنفوانه مازال مضمونها فى خزينة اسرار الفقى .
والدكتور مصطفى الفقي الذى شغل منصب سكرتير الرئيس السابق كشف عن واقعة بالغة الاهمية حدثت قبل قيام الثورة بأيام حيث طلب علاء نجل الرئيس السابق مقابلته قبل أيام من قيام ثورة 25 يناير، وأكد له أنه غير راض عن تصرفات أخيه جمال !! واوضح الفقى انه فوجئ بسؤال هام من علاء نفسه يحمل مدلولا خاصا عندما قال له : ما معنى أن يذهب أخي جمال إلى المحافظات ومعه الوزراء؟.
وقال الفقي : لقد أخبرني علاء مبارك أنه يرى أن الذى حدث في تونس ممكن أن يحدث في مصر!
وأضاف الدكتور مصطفى الفقى : كان هناك إحساس داخل أسرة المخلوع مبارك خصوصًا من إبنه علاء أن الأمور تتجه إلى الهاوية، خصوصًا بعد تفجير كنيسة القديسين فى اوائل يناير، وثورة تونس، والقلق الذي انتشر في الشارع المصري قبيل ثورة يناير العام الماضي.
ولم يتخلى الفقى عن تحليلاته وآرائه الموضوعية عندما أكد أن أسوأ فترة أدار فيها الرئيس السابق حسني مبارك أزمة تعترض طريقه خلال الـ30 عامًا ( مدة حكمه ) كانت خلال الـ 18 يومًا قبل تنحيه ، وأشار الى أن التأخر في اتخاذ القرارات قد يكون له بعض المزايا في الظروف العادية، لكن عندما تكون هناك ثورة شعبية والبلد تجتاحها المظاهرات العارمة والصدام المسلح في الشوارع لا ينبغى أن يتصرف بنفس الطريقة التي كان يتبعها طوال الـ30 عامًا!!
وفجر قنبله من العيار الثقيل عندما أكد ان المخلوع مبارك كان على استعداد للتنحي في اليوم الأول للثورة ولكن نجله جمال ــ مشروع التوريث السابق ــ الذي كانت له الكلمة العليا خلال أحداث ثورة يناير، هو الذى حال دون تحقيق ذلك بعد ان سيطرعليه التوتر والقلق من هذا المأزق وأستشعر أن كل شيئ فى طريقه للضياع خاصة مشروع التوريث الذى تصور جمال انه بات وشيكا .
فحاول المغامرة بأسم والده وجعله فى المواجهة مع الثوار بقراراته وضغوطه فى محاولة للتعلق بخيوط الامل ، ورفض تصديق ما يحدث حوله ، وبدأ السباحة ضد التيار، فإما أن تكون فرصته للقفز على السلطة أو أن ينتهي به الحال ويخسر كل آماله.. وحدث الاحتمال الثانى وخسر بالفعل كل آماله ، بل دخل السجن للمحاكمة على جرائم لايعلم مداها ونهايتها الا الله.
وكانت مصادر مقربة من الرئيس المخلوع مبارك قد أكدت أنه انفجر في البكاء يوم السبت فى (ذكري تنحيه عن السلطة ) ودخل فى نوبة طويلة من البكاء.
وقالت المصادر ان مبارك ظل يصرخ بصوت مرتفع مرددا ( مش عايز أموت .. مش عايز أموت .. ) مما دفع الاطباء المعالجين إلى إعطائه كمية من المهدئات حتى يستقر ويهدأ.
وبحسب المصادر ، فقد بدا مبارك منهكًا ومهمومًا، بينما لم يملَّ من أن يسرد لزوجته سوزان ثابت كل الأحداث التي مرت عليه منذ انطلاق الشرارة الأولى لثورة 25 يناير، ويوم سقوطه ونظامه في 11 فبراير 2011 وحتى الآن، وحاول الأطباء المعالجون تصبيره، بمنحه عددًا من المهدئات، حتى يستقر ويهدأ نفسيًّا.