13:10
احذر الوجود طويلا في المقاهي والخيم الرمضانية والمولات ومجمع التحرير و السجل المدني وطرقات المحاكم, لأنك معرض للتدخين السلبي والإصابة بكل الأمراض التي تصيب المدخن, هذا ما أوصت به دراسة حديثة لرصد الأماكن العامة غير الصحية في مصر بسبب كثافة التدخين.
وتقول نتائج الدراسة التي أجرتها الدكتورة عائشة أبوالفتوح أستاذ الصحة العامة بطب عين شمس والمستشار بالمركز المصري لأبحاث مكافحة التدخين أنه تم رصد عدد الجزيئات العالقة في الجو الناتجة عن التدخين في الأماكن الحيوية التي يتردد عليها المواطنون بحكم عملهم أو من أجل الترفيه, وطبقا للقياسات الدولية فعندما يتراوح عدد الجزيئات العالقة في الجو ما بين66 و250 ميكروجراما لكل متر مكعب, فهذا يعني أن الهواء المحيط بالمكان غير صحي ويعرض الأفراد الموجودين به للإصابة بأمراض الرئة والقلب, خاصة إذا وجدوا بصورة منتظمة ولفترات طويلة في نفس هذه الأماكن.
وطبقا للدراسة فإن أكثر الأماكن العامة ضررا بالصحة هي الخيم الرمضانية والمقاهي والمولات, حيث وصلت نسبة الجزيئات العالقة بالجو بها إلي775 ميكروجراما لكل متر مكعب, وهي نسب شديدة الخطورة, أما علي مستوي الأماكن الحكومية فجاء مجمع التحرير والسجل المدني والطرقات داخل المحاكم من أكثر المناطق الملوثة بنسبة232 ميكروجراما لكل متر مكعب, وعلي مستوي المواصلات العامة كانت الأتوبيسات العامة هي من أكثر المناطق تلوثا, في حين كانت محطات مترو الأنفاق ومطار القاهرة أقل تلوثا بدخان السجائر.
الغريب في الأمر أن بعض المستشفيات الحكومية والخاصة لم تسلم هي الأخري من أدخنة السجائر, حيث رصدت نسب الجزيئات العالقة داخل ممرات المستشفيات وفي العيادات الخارجية, وترجع الدكتورة عائشة السبب في ذلك لعدم التزام الزوار بالتعليمات بعدم التدخين داخل المستشفي.
وأخيرا جاءت المدارس والجامعات في المرتبة قبل الأخيرة كمناطق ملوثة بأدخنة السجائر, لتدخين الطلبة والأساتذة في الممرات, حيث وصلت نسبة الجزيئات العالقة إلي124 ميكروجراما في المتر المكعب, أما أفضل مكان عام صحي في مصر يمكن استنشاق الهواء فيه بسلام دون أي ضرر فهو دور العبادة حيث لم تتعد نسب الجزيئات العالقة به30 ميكروجراما في المتر المكعب.
وتوصي الدراسة بضرورة وضع آلية تفعل قوانين منع التدخين في الأماكن العامة والمغلقة بالتنسيق بين وزارات الداخلية والصحة والبيئة, وبإلزام المدخنين بدفع غرامات بسبب تلويثهم للهواء في الأماكن العامة وإجبارهم علي التدخين بعيدا عن الناس حفاظا علي صحة المواطنين.
يذكر أن التدخين السلبي يعرض الإنسان لاستنشاق أكثر من4 آلاف مادة كيماوية و250 مركبا كيميائيا مسرطنا, ويرفع من نسبة المعرضين للوفاة بسبب التدخين والذين وصلت نسبتهم إلي5 ملايين شخص سنويا علي مستوي العالم.