أكد مصدر حكومي امس ان قضية قبول وضع اللجوء السياسي للطيار السوري، الذي فر بطائرته الحربية إلى الأردن الخميس، "بات منتهيا" بالنسبة للمملكة، وأن الاردن "لن يسلم" الطيار إلى بلاده.
وكانت الحكومة الأردنية منحت أول من أمس الطيار السوري، الذي حط بطائرة سورية حربية من نوع "ميغ 21" في إحدى قواعد سلاح الجو الملكي بمحافظة المفرق، اللجوء السياسي بعد أن تقدم الطيار بهذا الطلب.
وأكد المصدر الحكومي، في تصريح لصحيفة "الغد" الاردنية، أن إعادة الطائرة العسكرية السورية للحكومة السورية "أمر مرهون بالقوانين والمعاهدات الدولية"، وأن تسليم الطائرة قضية تتعلق بالقوات المسلحة الأردنية، ومسار بحثها هناك".
وكانت وزارة الدفاع السورية قد اعتبرت، في بيان رسمي لها نقلته مساء الخميس وكالة الأنباء السورية "سانا"، الطيار اللاجئ للأردن، العقيد الطيار حسن مرعى الحمادة، "فارا من الخدمة، وخائنا لوطنه ولشرفه العسكري، وستتخذ بحقه العقوبات التي تترتب على مثل هذه الأعمال، بموجب الأنظمة والقوانين العسكرية المتبعة".
وذكرت الوزارة السورية أنه "يتم التواصل مع الجهات المختصة الأردنية من أجل ترتيب استعادة الطائرة".
وتعد حادثة لجوء الطيار السوري بطائرته الحربية للأردن هي أول حالة انشقاق من نوعها في سلاح الجو السوري منذ اندلاع الأحداث والاحتجاجات في سورية قبل نحو عام ونصف.
وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة، أعلن أول من أمس أن مجلس الوزراء قرر الخميس منح الطيار السوري الفار إلى المملكة حق اللجوء السياسي بناء على طلبه.
وأكد المعايطة في تصريحه أن "الحكومة ستتعامل مع الموقف بهدوء شديد، وفق الأعراف الدولية، في مثل هذه الحالات".
إلى ذلك، أكد المصدر الحكومي أن عائلة الطيار السوري اللاجئ كانت دخلت أراضي المملكة قبل أيام، ضمن آلاف السوريين الذين يلجأون إلى الأردن، هربا من الأوضاع الأمنية هناك.
وأوضح أن دخول عائلة الطيار السوري لم تكن مرتبة مسبقا، وتمت ضمن ظروف عادية، وبدون إعلام أي طرف رسمي.