إنهم يرقصون على أشلاء مجازر النظام السوري".. هكذا وصف النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الموافقة على إقامة الدورة العاشرة للمهرجان الدولي "ديما جاز" (دائمًا جاز) في قسنطينة (400 كيلومتر شرق الجزائر)، مطالبين بضرورة مقاطعته.
الناشطون والمدونون الجزائريون يقودون حملة بعنوان "ضد الرقص على أنغام الجاز.. معًا لنصرة الثورة السورية"، لرفض استمرار العروض الفنية للمهرجان الدولي "ديما جاز" الممتد من 15 إلى 23 يونيو/حزيران، بعد حالة من الغضب والاستياء وسط الشباب الجزائري، وبين ناشطين وصفوا مثل هذه المهرجانات بـ"الوقاحة".
"إنه مهرجان للرقص وإخواننا في سوريا يموتون بيد النظام وقصفه للمدن".. هكذا كتب "سمير" غاضبًا. أما "حياة" فنبهت على أن "الأمر خطير جدًًّا.. هل هذا هو موقف الجزائر الرسمي؟ أن نرقص ونقيم المهرجانات في عز الأزمة السورية التي تخلف عشرات القتلى يوميًّا بسبب مجاز نظام بشار الأسد؟!".
الناشطون يطالبون بأن يقاطع مواطنو قسنطينة المهرجان الذي يسيء للجزائريين المعروفين بتضامنهم مع الشعوب العربية في عز أزمتها.
ويستغرب المدونون أن يرقص الجزائريون، وإخوانهم يقتلون ويقصفون يوميًّا بسلاح نظام بشار الأسد، ووسط الجالية السورية المقيمة في الجزائر التي يكثر عددها في مدينة قسنطينة تحديدًا.
"ماهر" كتب على "فيس بوك" قائلاً: "القصف يتواصل في سوريا والبكاء والعويل، ونحن لم ننظم حتى مسيرات تضامنية، واليوم نغني ونرقص على موسيقى الجاز.. إنه عار".
وافتتحت سهرة الخميس الدورة العاشرة للمهرجان الدولي ديما جاز لقسنطينة؛ وذلك بمسرح المدينة وسط رقص وتصفيق وتصفير دائم.
وكانت قاعة المسرح ممتلئة عن آخرها في هذا العرض الافتتاحي الذي نشطته فرقة "جاز ووركز" للمختص بالجاز الفرنسي ذي الأصل الجزائر مراد بن حمو، وفرقة "أندي نارال".
قائد فرقة "جاز ووركز" مراد بن حمو الذي ألغى حفلاً بسويسرا للمشاركة في مهرجان ديما جاز؛ عبَّر عن "سعادته وسروره" بحضوره للمرة الثالثة إلى قسنطينة وهي مسقط رأس والدته وأمضى بها عُطَله لما كان صغيرًا.