أراد مراهق فرنسي أن يقيم احتفالا ببلوغه الرابعة عشرة من العمر ويدعو إليه 29 صديقا من رفاق المدرسة. لكن أحد المدعوين فكر بتحويل المناسبة إلى ما يسمى اصطلاحا بـ«حدث مغلق» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك». وتبعا لكثرة المشتركين في حلقات الأصدقاء وصلت الدعوة إلى أكثر من 48 ألف مشترك، حتى الآن، لحضور عيد ميلاد بنغامان. ولم يجد والد الصبي وسيلة لتفادي «الهجوم الشبابي» على منزله إلا بإخطار الشرطة والتقدم بشكوى قانونية.

في شكواه، قال الأب: «لقد استخدموا اسم ولدي كمؤشر لتحقيق (حدث مغلق)». وبدأت الحلقة «الجهنمية» الإلكترونية تتسع منذ الاثنين الماضي حتى بلغ عدد من بلغوا بالحدث الذي يفترض أنه سري، 16 ألف مراهق من المشتركين في «فيس بوك». وتبعا لتعليمات الموقع فإن بإمكان كل مدعو للحلقة المغلقة أن يدعو 60 صديقا، وهكذا وصل العدد إلى نحو 33 ألف مدعو بحلول مساء الثلاثاء. كما ظهر 15 ألف مدعو آخر على مجموعة تحمل اسم «عيد ميلاد بنغامان».

كرة الثلج المتضخمة هذه أصابت أسرة بنغامان بالفزع. وبعد التداول واستشارة العارفين بتكنولوجيا الاتصالات، استقر رأي الأسرة التي تقيم في ضواحي مدينة كليرمون فيران، عاصمة صناعة المطاط الفرنسية بجنوب وسط فرنسا، على اللجوء إلى القضاء وتقديم بلاغ ضد مجهول بتهمة «انتحال شخصية». وكشف البلاغ حجم القلق الذي أصاب أهل الصبي المحتفى به لأن عددا من المدعوين هدد بتكسير كل ما في محيط البيت في حال إلغاء الحفل.

بموازاة ذلك جرت محاولات تقنية لإغلاق الموقع، دونما جدوى. وأوضح مسؤول في مركز شرطة الضاحية حيث تقيم عائلة بنغامان، أن الشكوى فريدة في نوعها. وتتلخص في أن حفلا خاصا ومحدودا يهدد بالتحول إلى مظاهرة تقلق النظام العالمي.