موضوع: أوباما يشكر ملك الأردن لسبقه في دعوة الأسد للتنحي الأربعاء يناير 18, 2012 10:23 pm
اجتمع ملك الأردن عبدالله الثاني والرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض في ظروف أقل ما يقال إنها دقيقة.
الرئيس الأمريكي قال في تصريحه بعد اللقاء إن "آخر مرّة اجتمعنا كان وجه المنطقة مختلفاً، ومنذ ذلك الحين شاهدنا حكومات جديدة في مصر وليبيا وتغييراً يحدث وحكومة في تونس".
ربما يكون هذا مصدر أرق أيضاً، خصوصاً في سوريا حيث قال الرئيس الأمريكي "إن قضية سوريا هي الهمّ الرئيسي" وأضاف أن الملك عبدالله "كان الزعيم العربي الأول الذي يدعو علانية الرئيس الأسد للتنحي بعدما شاهدنا العنف البغيض في داخل سوريا".
سوريا وتنحي الأسد
الرئيس الأمريكي كان يتحدث في تلك اللحظة عن تصريح للملك عبدالله قال فيه منذ أسابيع لهيئة الإذاعة البريطانية رداً على سؤال صحافي إنه كان سيتنحى لو كان هو الرئيس السوري بشار الأسد.
لم يشر الملك عبدالله خلال تعقيبه على سوريا وكان مقرّبون من الحكومة الأردنية مهّدوا قبل وصول الملك عبدالله الثاني الى واشنطن بالقول إن الأردن لا يريد الخوض في قضايا مثل الحصار الاقتصادي على سوريا ولا يرى لنفسه دوراً أمنياً ويريد أن "ينأى بنفسه لشعوره بأنه سيتضرر من ذلك" وهذا ما فعله من قبل إبان الحصار الاقتصادي على العراق خلال التسعينات.
استغلّ الرئيس الأمريكي الفرصة للتحدث عن سوريا وقال "إننا ما زلنا نشاهد مستويات عالية وغير مقبولة للعنف في سوريا وسنتابع التشاور مع الأردن وضغوطات دولية وظروف تشجع النظام الحالي للتنحي بما يسمح لمسيرة انتقالية أكثر ديمقراطية لتأخذ مجراها".
السلام الفلسطيني الإسرائيلي
لم يلتزم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالانخراط من جديد وبقوّة في عملية التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين ويبدو أن الأردن وجد نفسه في موقع جيّد للمساعدة والى حين.
أشار الملك عبدالله خلال تصريحه القصير في المكتب البيضاوي إلى "أننا ما زلنا في مراحل البداية ويجب أن نتمنى الحظ ونأمل أننا سنخرج الإسرائيليين والفلسطينيين من مرحلة الجمود التي نواجهها".
بعض المعلومات المتوفّرة عن المفاوضات تشير الى أن الفلسطينيين قدّموا ورقة مقترحات حول الأمن والحدود للإسرائيليين في أول جلسة محادثات وأن الإسرائيليين قدّموا لاحقاً "ورقة مبادئ من 21 بنداً" ويأمل الأردنيون في جسر الهوّة بين الطرفين ويحاولون التوصل الى جدول مفاوضات على أمل التوصل الى اتفاق إطار بين الطرفين خلال العام 2012 الحالي. ويكون من أول نتائج النجاح المفترض وقف اندفاعة الفلسطينيين الى الأمم المتحدة وإجبار الإسرائيليين على وقف الاستيطان حتى ولو كان بشكل سري.
كان من الضروري أن يشير الرئيس الأمريكي الى إلقاء واشنطن بثقلها خلف أو الى جانب السعي الأردني لكنه لم يفعل واكتفى بالكلام عن دعم جهود الأردن، وهناك انطباع عام لدى الأمريكيين أن جهودهم لن تجدي في هذه المرحلة فيما يرى أطراف قريبون من الإدارة أن الرئيس الأمريكي ليس معنياً بعملية السلام في سنة انتخابية يكون فيها وزن ثقيل للصوت المؤيّد لإسرائيل في صفوف الناخبين.
قمح أمريكي إلى الأردن
هناك حيّز مهم للشأن الداخلي في زيارة الملك عبدالله الى واشنطن، ومن المنتظر أن يلتقي خلال زيارته زعماء الكونغرس الأمريكي وهم متحمسون لإرسال مساعدات يحتاجها الأردن. أشار أوباما الى أن شحنة من "القمح الأمريكي ستصل الى الأردن هذا الأسبوع للتأكد أن هناك خبزاً في الأردن".
ويبدو الأمريكيون مع هذه القمة مهتمين جداً باستقرار الأوضاع في الأردن فهو بالنسبة الى واشنطن دولة حليفة، أما الملك عبدالله فيشعر بضرورة خلق ظروف تهدئة في منطقة متغيّرة وينشغل بال الأردن كثيراً من تنامي العنف والتطرف في حين يقدّم سياساته على أنها مبنية على الاعتدال.