هل ستضع المخابرات الأمريكية خطة لاغتيال سوزان مبارك؟.. هل تستعد سوزان نفسها لمثل هذا اليوم؟.. هل ستنفذ لها أمريكا مطالبها أم أنها لن تعيرها اهتماما؟.. هل ستكشف سوزان عملاء الأمريكان في الحكومات المصرية؟.. أم أن ما أعلنته مجرد "شو إعلامي" أرادت به الضغط علي الحكومة المصرية للتحرك نحو إنقاذ رقبة آل مبارك؟.. استفهامات كثيرة تناثرت خلال الأيام القليلة الماضية منذ أن أعلنت إحدي الجهات عن قيام زوجة الرئيس السابق سوزان مبارك عن اعتزامها فضح رجال المخابرات الأمريكية في مصر ممن قامت بزرعهم بين أبناء الشعب المصري من أجل تمرير سياساتها وتنفيذ أجندتها الخاصة رغما عن الحكومة المصرية.. والمتابع للمشهد المصري يترجم موقفها باشتياقها إلي الدور الذي كانت تلعب خلاله البطولة في حكم مصر.. وكأنها تخطط من جديد لإعادة مبارك حاكما علي البلاد أو تنصيب جمال رئيسا لمصر.. أشياء كثيرة راحت تداعب الزوجة الحزينة التي سقطت بأحلامها وطموحاتها من أعلي ناطحات السحاب إلي أسفل سافلين وها هي بمحاولاتها تسعي لتحقيق الهدف..
خطة سوزان للضغط علي الأمريكان للتوسط لإنقاذ زوجها من الإعدام أظهرت هذا الموقف العدائي من سوزان ثابت - الهانم سابقا- تجاه الولايات المتحدة الأمريكية بعدما طالب ممثل الادعاء في القضية التي يحاكم فيها زوجها المخلوع مبارك بتوقيع أقصي العقوبات والمتمثلة في الإعدام عليه وكبار رجاله ممن سعوا في الأرض فسادا وارتكبوا المجازر التي انتهت بقتل المتظاهرين الذين انطلقوا إلي ساحات ميادين التحرير للمطالبة بإسقاط النظام المباركي الذي ظل كاتما علي أنفاس المصريين أكثر من ثلاثين عاما والتشديد علي ضرورة تحقيق الحرية للشعب المصري.
منذ تلك اللحظة وقامت الدنيا ولم تقعد لدي الهانم التي أسرعت بإجراء العديد من الاتصالات المكثفة مع أصدقاء زوجها من الرؤساء والملوك العرب والأجانب ممن يحتفظون بكراسي الحكم وطالبتهم خلال الاتصالات بلغة حملت العبارات التهديدية بضرورة التدخل الفوري لإنقاذ رقبة مبارك ونجليه من حبل المشنقة.. وكانت قد أعلنت من قبل أن لديها عددا من التسجيلات الفاضحة التي تجمع مسئولين كباراً في النظام العربي مع الساقطات اللاتي كانت تدفع بهن عن طريق صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري السابق ومسئول عمليات السيطرة التي اشتهر بها منذ أن كان ضابطا في المخابرات.. وأكدت من قبل أنها تسلمت تلك التسجيلات وهي بصدد نشرها في حالة عدم التوسط لإنقاذ رقبة مبارك ونجليه من حبل المشنقة.. وطالبت الحكام العرب بمساندة الأسرة المباركية في محنتها.. ومن جانبهم عرض بعض الحكام العرب نيتهم لتدعيم موقف مبارك أمام القضاء المصري مقابل العفو عنه خوفا من أن تنفذ سوزان تهديدها بخصوص التسجيلات الفاضحة.
وبعد فترة من تقديم مبارك إلي المحاكمة هدأت الأمور نسبيا حتي اشتعلت مرة أخري عندما طلبت النيابة من المحكمة توقيع أقصي العقوبة علي مبارك ورجاله وهي « الإعدام » وعلي الفور راحت تعد سوزان نفسها لإجبار الحكام علي التدخل لإنقاذ رقبة الزوج والأبناء.. وفي هذه المرة ولت قبلتها إلي القوي الأمريكية حيث أرسلت خطابا يحمل من العبارات التهديدية لأعضاء الكونجرس الأمريكي طالبتهم برد الجميل لزوجها ونظام حكمه ومسئوليه ووزرائه لافتة إلي أنه قدم الكثير لهذه الدول سواء كانت عربية أو أوربية أو أمريكية.
ويبدو أن سوزان عند شروعها في فضح الأمريكان سوف تكشف الكثير من الشخصيات التي ارتدت وجه وثياب الوطنية في حين أنها كانت تخدم الكيان الصهيوني كما أنها سوف تعلن عن أسماء سياسية من أعضاء الحكومة الإلكترونية التي ترأسها الدكتور أحمد نظيف -المحبوس حاليا علي ذمة قضايا فساد مالي وإداري- وما سبقها من حكومات أخري عملوا في وظيفة جاسوس لجهاز المخابرات الأمريكي.
وعلي الرغم من أنها - أي سوزان - تسعي لهذه العملية إلا أنها قد لا تجد إجابة لإقناع المصريين بشأن ما تهاونت فيه الحكومات المصرية من أجل تمرير مصالح الأمريكان وخاصة في عهد بوش الأب والابن بما يتعارض مع مصالح المصريين؟.. كما أنها لن تكشف عن مساندة للأمريكان من أجل تنصيب جمال حاكما علي البلاد.
كانت سوزان مبارك قد هددت الولايات المتحدة بكشف الأسرار الخفية لمصالحها في مصر وكذا فضح جواسيسها من الشخصيات العامة داخل مصر.. وكانت مصادر مطلعة قد أشارت مؤخرا إلي قيامها بإرسال فاكس إلي الكونجرس الأمريكي قالت فيه إنها علي علم بالطريقة التي تتبعها المخابرات المركزية الأمريكية في التجسس علي مصر لافتة إلي أنها سوف تفتح النيران علي الجهاز المخابراتي ورجاله المتواجدين في مصر عند استمرار حالة الصمت علي ما أذيع مؤخرا بخصوص نية القضاء المصري في إصدار حكم يقضي بإعدام زوجها.
وأكدت أنها قامت بالاتصال بعدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي بداية الشهر الجاري وطالبتهم - علي أساس الصداقة القديمة بينهم وعائلتها - سرعة التدخل الفوري - أي باللغة التي اعتادوا عليها مثلما كانت تؤكد "هيلاري كلينتون" الكامنة في كلمة now لإنقاذ زوجها من المصير المجهول الذي بات يهدده بين الحين والآخر.. وقيل إنها أخذت تسرد عبر رسالتها الخدمات التي قدمها مبارك عندما كان حاكما للبلاد للمسئولين الأمريكان.. وأشارت إلي أنها هي الأخري ساهمت في تحقيق السياسة الأمريكية وروجت لأجندتها من خلال بعض المشروعات في مصر والتي كان مبارك لا يوافق عليها رسميا وأنها كانت تساعد أصحاب الشركات الأمريكية للسيطرة علي المناقصات المصرية الكبري وكانت تساعد السفراء الأمريكيين في مصر وأوضحت فيه أنها كانت قناة الاتصال الأكثر أهمية بين الإدارات الأمريكية المختلفة وبين زوجها وحكمه.
كما فجرت سوزان في رسالتها مفاجأة كبيرة عندما ذكرت أن لديها نسخا من شيكات مالية صرفها عملاء الولايات المتحدة لآخر حكومة خدمت تحت نظام زوجها، وأن مبارك كان يعرفهم ويستخدمهم في تمرير معلومات بعينها للحكومة الأمريكية حتي يحقق الاستفادة التي يريدها منهم.
وأكدت سوزان أنها تمتلك الكثير من التسجيلات الخاصة باللقاءات التي تمت بين زوجها وممثلين عن الإدارة الأمريكية والتي أبرموا خلالها العديد من الاتفاقات مع مبارك خلال شهري نهاية 2010 وبداية العام الماضي علي مساعدته ونظامه علي تصفية الثورة المصرية إذا وقعت خلال ساعاتها الأولي وأنها طالبتهم بأن يطلبوا ممن تظهر أصواتهم في التسجيلات العمل علي مساعدة زوجها في وضعه الحالي.
كما أشارت إلي امتلاكها صوراً من البروتوكولات التي تم تسجيلها في لقاءات سرية تمت بين شخصيات أمريكية ونجلها جمال لافتة إلي أن فكرة توريث الحكم له لم تأت من فراغ وإنما هي نتاج اختلاط الأفكار الأمريكية الإسرائيلية وأنها ليست فكرتها مثلما تداولها الإعلام.
ولو فرضنا فشل هذه المساعي التي تتزعمها سوزان - صاحبة الكلمة العليا في حكم مصر خلال السنوات الأخيرة من حكم زوجها - وفرضت رأيها علي كبار مسئولي نظام زوجها حتي قيل إنها تدخلت بشكل قوي في صياغة القرار السياسي الخارجي لمصر فإن الأمور سوف تصل إلي ذروتها خاصة أنه سيتم إزاحة الستار عن فضائح كثيرة تتنوع بين تمرير الصفقات المشبوهة علي حساب المصريين وبيع الشركات المصرية للجانب الأجنبي.
وهذا إن دل فإنما سيوضح تورط آل مبارك وحاشيته في جرائم تتعلق ببيع مصر بأسلوب أعطي من لا يملك إلي من لا يستحق.
خطورة الموقف تجعل هناك صعوبة بالغة في التكهن بنهاية المشهد لمحاكمة مبارك إلا أن الشواهد تؤكد علي رفض قاضي محاكمة مبارك المستشار أحمد رفعت المعروف عنه نزاهته وحنكته في قراراته أي تدخلات خارجية في تحديد مصير المتهمين في قضية قتل الثوار وموقعة الجمل خاصة أنه أعلن مرارا وتكرارا أنه يتم التعامل مع الماثلين أمام المحكمة علي المبدأ العام في القضاء والقائل "إن المتهم بريء إلي أن تثبت إدانته" وإدانته لن تثبت إلا بالأدلة القاطعة.
إلي هنا ويبقي الحديث عن مصير سوزان بعد أن تنجح في فضح عملاء الأمريكان فهل ستكون نهايتها الاغتيال وأن تعلن الوسائل الإعلامية المختلفة عن قصة انتحار السيدة التي فقدت عرش مصر بعدما ضاقت بها الدنيا.. أم أن الأمريكان يخططون من أجل فرض الوصاية علي القضاء المصري والتدخل في شئونه الداخلية لمنع إصدار الحكم بإعدامه ونجليه.
كما أن الشواهد المتاحة تدلل علي أن الحكومة الأمريكية لن تسمح لسوزان أو غيرها التلاعب بما يتعلق بالأمن القومي الأمريكي أو التفكير في كشف معلومات واتصالات تصل إلي مستوي البيانات الإستخبارية خاصة في وقت عصيب تسعي فيه أمريكا لإدراك السبيل إلي قلوب المصريين الذين يدركون تماما مساندة الأمريكان لمبارك ونظامه حتي اللحظة الأخيرة.. ويتبقي السؤال هل ستترك أمريكا الفرصة لها لكشف المستور أم لا؟!