ملاحظة الصورة تعبيرية
كشف مصدر رفيع في "الحزب الاسلامي" الذي يعتبر فرع جماعة "الاخوان المسلمين" في العراق لصحيفة السياسة الكويتية, عن وجود تحركات من قبل "فيلق القدس" الايراني بزعامة قاسم سليماني وبعض الميليشيات العراقية التابعة له وبتنسيق مع النظام السوري لإشعال الاوضاع الامنية في الأردن.
وقال المصدر ان سليماني نقل جزءاً من انشطته الى الساحة الاردنية وان بعض الخلايا المسلحة التابعة للميليشيات العراقية والمخابرات السورية انتقلت الى الاردن بالفعل وان طريق انتقال هذه الخلايا تغير من الحدود السورية الاردنية الى الحدود العراقية مع المملكة, لأن عمان اتخذت تدابير قوية ومشددة على حدودها مع سورية.
وأضاف ان الخطة الايرانية تقضي بالاستعانة بعراقيين وسوريين مقيمين في المدن الاردنية وبضخ اموال كبيرة
الى جماعات اردنية متطرفة وبنقل الاسلحة لتنفيذ اعمال فوضى واغتيالات وتفجيرات, ما يؤدي الى اندلاع موجة واسعة من الاشتباكات بين هذه الجماعات وبين القوات الامنية الاردنية, مشيرة إلى أن نجاح هذه الخطة الايرانية مرهون بسوء الأوضاع الاقتصادية في الاردن وتصاعدها في الفترة القريبة المقبلة.
وأوضح المصدر ان من بين السيناريوهات المعدة من قبل "فيلق القدس" والميليشيات هو ادخال مئات المسلحين الى الاردن بمجرد حدوث بعض الفوضى الامنية في المدن الاردنية وعلى الحدود العراقية الاردنية, سيما وان
خلايا معدة سلفاً داخل الساحة الاردنية ستقوم بتأمين هؤلاء المسلحين والعمل على نشرهم في مناطق داخل عمان وبعض المدن الكبيرة, بعدها يتم ادخال اسلحة ايرانية متوسطة وثقيلة بينها صواريخ ومضادات دروع لدعم ما يسمى بـ"الثورة الاردنية".
ورأى المصدر العراقي القريب من "إخوان" الاردن, ان التدخل الايراني يمكن ان يقوض المساعي الحقيقية لاندلاع انتفاضة سلمية لتحقيق اصلاحات واسعة في المملكة, لأن جماعة "الاخوان المسلمين" الاردنية حذرة, فهي لا تريد التورط في مخطط للنظامين الايراني والسوري.
وحسب المصدر نفسه, فإن بعض القوى السياسية العراقية الشيعية نقلت عن مصادر داخل نظام بشار الاسد ان الاخير بعث برسائل تهديد الى دول غربية بينها الولايات المتحدة بأن ثمن سقوطه هو اشعال النار في الساحة الاردنية.
وأشار إلى أن القيادتين في ايران وسورية وبعض اطراف التحالف الشيعي الذي يرأس الحكومة العراقية على قناعة ان النظام الاردني لعب دورا اساسيا في اشعال الثورة السورية التي بدأت شرارتها الاولى من مدينة درعا على الحدود الاردنية وان عشائر حوران السورية التي لها امتدادات في مدينة اربد الاردنية كانت وراء اول تظاهرة سلمية ضد نظام الأسد.
ولفت إلى أن بعض القيادات العراقية الشيعية القريبة من ايران اتهم صراحةً الاجهزة الاردنية بالتورط في اشعال الثورة السورية وان جزءاً كبيراً من الدعم المالي للثوار السوريين والذي يأتي من دول مجلس التعاون الخليجي يمر عبر الاردن، مضيفاً ان الخطة الايرانية - السورية لإشعال بعض مناطق دول الخليج العربي بائت بالفشل ولذلك هناك توجهات من قبل سليماني بأمر من المرشد الاعلى علي خامنئي بإشعال الاردن مستغلين سوء الاوضاع الاقتصادية في ذلك البلد.
ويعد إشعال الجبهة الاردنية وفق حسابات القيادتين في ايران وسورية، حيوياً لنظام الاسد في قضيتين: الاولى تتعلق بالحصول على معلومات ذات قيمة امنية من الاجهزة الاردنية التي ستتعاون بشكل كبير مع الاجهزة
السورية للقضاء على القيادات المهمة في الثورة السورية، والثانية تتضمن الضغط على الغرب الذي بدأ يتحول الى عملية دعم المعارضة السورية بأسلحة دفاعية ما يشكل بداية جدية للعد التنازلي لنظام الاسد وبالتالي يريد
النظامان السوري والايراني وقف هذا الدعم مقابل سلامة الأردن.