بدأ لاجئون سوريون متواجدون في لواء الرمثا، بالعودة طواعية إلى بلادهم، عبر الشيك الحدودي الذي عبروا منه بعد أنباء عن انسحاب قوات كبيرة من الجيش السوري النظامي من مناطقهم، وفق مصدر أمني.
وأكد المصدر أن حوالي 300 لاجئ سوري غادروا الأردن عبر الشيك الحدودي خلال اليومين الماضيين، أغلبهم من الشباب، مشيرا إلى أنهم عمدوا الى تأمين عائلاتهم في الأردن ومن ثم غادروا إلى سورية.
وقال عدد من اللاجئين العائدين لصحيفة "الغد" الاردنية فضلوا عدم ذكر أسمائهم إن عودتهم إلى بلادهم تأتي للمشاركة في ما أسموه بـ"تحرير البلاد" من النظام، خاصة في ظل ما اعتبروه تقدما ملحوظا سجله الجيش السوري الحر في عملياته النوعية كان آخرها قتل 4 من أهم رموز النظام، إضافة إلى سيطرته على مناطق واسعة في سورية.
من ناحية أخرى، أكدت مصادر رسمية أردنية أن حركة العبور في حدود جابر تشهد تراجعا حادا في أعداد المسافرين المغادرين إلى سورية، خصوصا الأردنيين باستثناء عدد من سيارات البحارة الذين يقومون بجلب بضائع من المناطق الحرة الموجودة بين الحدين فقط.
وقالت المصادر إن المركز الحدودي يشهد بين الحين والآخر دفعات جماعية لمسافرين سوريين الى المملكة، فيما تشهد حركة العبور إلى سورية ركودا شاملا.
وقال عدد من السائقين إن هنالك حركة عبور بدأت تزداد لشحن البضائع وخصوصا المتجهة إلى دول الخليج والقادمة من سورية ولبنان، موضحين أن الجانب الأردني يقدم كافة الخدمات المطلوبة للمسافرين وإنجاز المعاملات بزمن قياسي بسيط، إضافة الى ما تقدمه السلطات السورية من تسهيلات أخرى وبدون تأخير.
وأضافوا أن بعض سائقي الشاحنات من درعا ما يزالون يواجهون معاناة كبيرة نظرا لعدم تمكنهم من الذهاب الى درعا بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة في المنطقة، مشيرين الى أن هناك تخوفات من تلف سلع محملة على بعض الشاحنات.
إلى ذلك، أوضح عدد من المسافرين الذين دخلوا الحدود الأردنية السورية أن الوضع على الطرقات ما يزال يشكل خطورة لوجود حواجز تفتيش مشددة لحظة دخول الأراضي السورية وخصوصا الذين يواظبون على الذهاب بشكل مستمر الى سورية، موضحين أن أجور النقل مرتفعة لقلة السفريات التي تعمل على خط الشام وخوف السائقين من السفر نتيجة للظروف الصعبة التي تتعرض لها المناطق السورية.
وقال مصدر أمني حدودي إنه تم اعتماد مركز حدود جابر كمعبر رئيسي لحركة العبور للمسافرين القادمين والمغادرين الى سورية ولبنان وتركيا من خلال تحويل كافة المركبات والمسافرين الذين كانوا سابقا يذهبون عن طريق حدود الرمثا بالتوجه الى مركز حدود جابر كون السلطات السورية في الجانب الآخر من حدود درعا قد أغلقت هذا الطريق وأقامت حواجز ترابية على الجوانب المؤدية باتجاه الجانب الأردني من منطقة الرمثا.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن السلطات السورية حددت بعض التعليمات بشكل مؤقت في ظل الظروف الحالية من خلال وضع ضوابط لدخول المسافرين الأردنيين الى سورية بتحديد أعمارهم بما لا يقل عن 40 عاما وشرط بصمة المسافر والتي يتم استخدامها لأول مرة من الجانب السوري.
وأشار المصدر إلى أن مركز حدود نصيب مفتوح حاليا أمام حركة المسافرين والمركبات والشاحنات ويتم تقديم الخدمات المطلوبة لكن ضمن إجراءات مشددة من الجانب السوري، موضحين أن المناطق الحرة من كلا الجانبين مغلقة في الوقت الحالي لعدم وجود حركة مسافرين من كلا الجانبين.