أعلنت اللجنة القضائية العُليا المشرفة على انتخابات رئاسة الجمهورية عن فوز الأستاذ الدكتور محمد مرسي بمنصب رئيس جمهورية مصر العربية بحصوله على 51.073% من إجمالي عدد الأصوات الصحيحة التي شاركت في الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة التي جرت يومي 16 و17 من يونيو/حزيران الجاري.
نشأ مرسي في قرية "العدوة" التابعة لمدينة "ههيا" في محافظة الشرقية (شمال شرق القاهرة) حيث وُلد في أغسطس/آب عام 1951 لأب فلاح وأم ربة منزل وهو الابن الأكبر لهما وهما متوفيان الآن وله من الأشقاء أختان وثلاثة من الإخوة.
وعَرِف مرسي حياة المدينة حينما انتقل للإقامة بالعاصمة المصرية حيث التحق بكلية الهندسة جامعة القاهرة ليتفوَّق دراسياً ويعمل معيداً بالكلية ثم مدرساً مساعداً قبل أن يحصل على منحة دراسية من جامعة جنوب كاليفورنيا حيث نال درجتي الماجستير والدكتوراة في تخصص حماية محركات مركبات الفضاء عام 1982.
والرئيس المصري المُنتخب متزوج من ابنة عمه السيدة نجلاء علي التي رزق منها بأربعة أبناء وابنة واحدة، وأدَّى الخدمة العسكرية بالجيش المصري بين عامي (1975 - 1976) كجندي بسلاح "الحرب الكيماوية" في الفرقة الثانية مشاة.
كما عُرف الأستاذ الدكتور محمد مرسي بخلفيته الأكاديمية حيث قام بالتدريس في جامعات "جنوب كاليفورنيا"، و"نورث ردج"، و"لوس أنجلوس" قبل أن يعود للتدريس بجامعة القاهرة ثم يغادرها ثانية ليقوم بالتدريس في جامعة "الفاتح" الليبية ليعود أخيراً أستاذاً ورئيساً لقسم هندسة الفلزات في كلية الهندسة بجامعة الزقازيق.
ويعرف الرأي العام رئيس مصر المنتخب منذ التسعينات من القرن الماضي حينما شارك في تأسيس "اللجنة المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني"، واعتُبر وقتها ممثلاً للجناح الإسلامي في اللجنة التي ضمت ممثلين عن أجنحة وتيارات سياسية عديدة أهمها القومية والماركسية.
وبدأ الرئيس المصري المنتخب محمد محمد مرسي عيسى العياط وشهرته محمد مرسي الرئيس السابق لحزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، حياته السياسية عضواً بالجماعة عام 1977، قبل انخراطه بعامين في هياكلها التنظيمية ما أهَّله ليكون عضواً بالقسم السياسي بالجماعة (الإخوان المسلمون) منذ نشأته عام 1992، ثم يُنتخب عضوا بمكتب الإرشاد (أعلى هيئة قرار في جماعة الإخوان المسلمين).
وانتُخب مرسي عضواً في مجلس الشعب المصري (البرلمان) لدورة واحدة ما بين عامي (2000 – 2005) ويُعيَّن ناطقاً رسمياً بإسم الهيئة البرلمانية للجماعة في مجلس الشعب.
واستحضر الرأي العام المصري من خلال العديد من طلبات الإحاطة والاستجوابات التي قدَّمها مرسي للحكومة المصرية، وكانت استجواباته وخاصة عن حادثة "قطار الصعيد" الذي احترق بمئات الركاب وقتئذ بمثابة كشفاً لاهتراء الإدارة وضعفها وعجزها عن توفير الحد الأدنى لوسائل الأمان في قطارات يستقلها الفقراء في البلاد.
وباندلاع ثورة 25 يناير التي أطاحت بأركان النظام السابق وأجبرت الرئيس السابق حسني مبارك على ترك الحُكم عقب 18 يوماً من الاحتجاجات الشعبية السلمية، برز إسم مرسي إلى جانب آخرين من جماعة الإخوان المسلمين ومن مختلف التيارات والقوى السياسية كفاعلين على الساحة المصرية ومؤهلين للعب دور بارز في مستقبل البلاد.
وجرت انتخابات داخلية بين قادة جماعة الإخوان المسلمين لاختيار مرشحها لمنصب رئيس الجمهورية؛ فحلَّ محمد مرسي ثانياً بعد المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام للجماعة الذي استبعدته لجنة الانتخابات الرئاسية ضمن عدد من الشخصيات من الترشُّح لمنصب رئيس البلاد فأصبح مرسي مرشحاً رسمياً للجماعة.
وخاض الرئيس المنتخب الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية التي جرت يومي 24 و25 من مايو/أيار الفائت بين 13 مرشَّحاً وحصل على 5.764.952 مليون صوتاً وهي أعلى الأصوات، ولكنها لم تكن كافية لفوزه بمنصب الرئيس لعدم حصوله على نسبة (50% زائد واحد)، فخاص الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية أمام رئيس الحكومة الأسبق الفريق أحمد شفيق الذي حلَّ ثانياً في الجولة الأولى للانتخابات.
وفاز مرسي بمنصب رئيس جمهورية مصر العربية كأول رئيس يحكم البلاد جاء بإرادة شعبية حقيقية من خلال صناديق الاقتراع.