قالت مجلة (تايم) الأمريكية إنه في حال فوز المرشح الرئاسي "أحمد شفيق"، آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع "حسني مبارك"، فإن مصر ستغرق في حمام مستمر من الدماء.
ونقلت المجلة عن محللين سياسيين قولهم: "إن نجاح الفريق "أحمد شفيق" لن يكون الا بطريق التدليس وهو ما لا يمكن للجيش ان يتحمل مخاطره". وتساءلت المجلة: هل يمكن لمرشح بخلفية عسكرية أن يكون منصفا ومتوازنا؟
واضافت: "إنه وقبل ساعات قليلة من انطلاق السباق الرئاسى سيطرت على حملة "شفيق" حالة من العصبية الشديدة والقلق المفرط وافتقدت الى الحد الأدنى من حسن التنظيم".
وأكدت المجلة ذلك، من خلال تعالي صوت الصراخ، ورمي الحجارة، والاشتباكات التي اندلعت بين أنصاره وخصومه في العديد من التجمعات والمؤتمرات، حيث إن أولئك الذين دعموا الانتفاضة في العام الماضي لإنهاء حكم "مبارك"، سيفعلون كل ما بوسعهم من أجل إسقاطه.
ويقول "شادي حميد"، المحلل السياسي في مركز "بروكنجز الدوحة": "لا أعتقد أن "شفيق" سيستمر يتظاهر حتى الآن بأنه مؤيد للتغيير أو مؤيد الثورة"، وهذا شيء اتفق عليه منتقدو "شفيق"، فهم يقولون إن "شفيق" في نهاية المطاف من الفلول، ويتوقعون أنه في حال فوزه، سيكون هناك "حمام دم".
وقالت المجلة إن الفوضى التي تشهدها حملة "شفيق"، تثير قلق مؤيديه، حيث إنه قبل أيام من انتخابات الرئاسة، كانت الحديقة الخلفية وراء مقر الحملة الانتخابية لشفيق مسرحا لمباراة من الصراخ، حيث تجمع نحو 150 متطوعا حول طاولة وراء فيلا الحملة، يعرضون مطالبهم لأحد منظمي حملة "شفيق"، وصاح أحد الرجال، في منظمي الحملة الانتخابية: "هذه هي المرة الثالثة التي جئت إلى هنا ولم أحصل على أي شيء".. وآخر يطالب بتنظيم أفضل للحملة، ويصرخ رجل آخر: "هذه الحملة فاشلة.. فاشلة..".
وتابعت المجلة قائلة: "إنه على الرغم من ارتفاع التوتر داخل حملة "شفيق" غير المنظمة، إلا أن الجدل الثائر حولها الآن أصبح أكبر من ذلك، فبدأت تُفقد الثقة في "شفيق"، القائد السابق في القوات الجوية والذى شغل منصب وزير الطيران المدني قرابة عقد من الزمن، ويكفي أن نقول: "إنه في مرحلة ما بعد "مبارك"، واجه "شفيق" كمرشح للرئاسة عاصفة من المعارضة".
وقالت المجلة نقلا عن تصريحات محلليين: إن "شفيق" يعتمد على دعم العسكريين وقطاع عريض من الموظفين الحكوميين والموالين للنظام السابق من أعضاء الحزب الوطنى المنحل وما يعرف باسم الأغلبية الصامتة أو حزب ( الكنبة ) .
ويقول أحد مؤيديه: إن نقاط القوة لدى "شفيق" تكمن فيما يحظى به العسكريون من تقدير واحترام فى الصعيد والوجه البحرى واصفًا إياه أنه شخص لا يميل الى الحديث كثيرا فضلا عن تأكيده على قدراته فى استعادة الامن سريعًا وهو ما تباهى به فى حوار تليفزيونى أشاد فيه بقدرة الجيش فى السيطرة على المتظاهرين المناوئين له خلال نصف ساعة بحجة تعطيلهم للمرور وعملية الانتاج .
ويشكل الحديث بشأن التعاطف مع الجيش مشكلة حيوية معقدة منذ اندلاع الثورة وما أعقبها من سيطرة المجلس الاعلى للقوات المسلحة على مقاليد الحكم بسبب الاتهامات الموجهة اليه باستخدام العنف المفرط وحبس ناشطين، ويوصف "شفيق" بأنه مرشح النظام القديم .
ويقول أحد العاملين فى مجال الصناعات العسكرية: إن سبب اختياره لـ "شفيق" هو قدرته على مواجهة الإخوان المسلمين والتى سيؤدى وصول مرشحها للحكم الى ان تأخذ مصر منحىً خطيرًا أكثر تشددًا وهو أمر يتسم بالخطورة اذا ما وضعنا فى الحسبان أن مصر ستكتب دستورا جديدا .
ويقول محللون ومراقبون: إن مؤيدى "شفيق" لديهم كل الأسباب التى تدعو الى القلق لأن نجاحه مرهون بالتزوير وهو خطر لا يستطيع المجلس العسكرى ان يتحمل عواقبه.
ويرى صندوق النقد الدولى صعوبة تزوير الانتخابات لوجود مراقبين محلليين ودوليين، ويرى آخرون أن "شفيق" هو المرشح الوحيد القادر على حماية امتيازات قادة الجيش.