تعتبر المشروبات الغازية من الأشياء الضرورية في حياة الشباب، وذلك بالرغم من عدم وجود أي قيمة غذائية لها، بالإضافة إلى احتوائها على سعرات حرارية عالية نتيجة وجود كميات كبيرة من السكر، كما أنها تسبب عسر الهضم، وذلك لإحتوائها على مادة "البيكربونات" وهى مادة قوية، تعمل على تقليل حمض المعدة الذي يلعب دوراً هاماً في عملية الهضم، فتفقد الكثير من الإنزيمات الهاضمة قدرتها على الهضم، لأنها لا تعمل إلا في وسط حمضي والمياه الغازية تغير وسط المعدة إلى قلوي.
وفي بحث يدق أجراس الخطر حول هذه المشروبات وخطورتها على صحة الإنسان، كشفت دراسة حديثة النقاب عن أن إفراط الأطفال في المشروبات الغازية يزيد من مخاطر إصابتهم بأمراض القلب والأزمات القلبية.
وأوضحت الأبحاث أن الأطفال دون الثانية عشرة هم الأكثر إستهلاكاً للمشروبات الغازية بصورة كبيرة للحد الذي يعرضهم لمخاطر صحية جمة.
وتشير البيانات إلى أن إستهلاك الأطفال من المشروبات الغازية خاصة الصودا يتخطى معدل 274 جراماً يومياً وهو مايشكل خطراً داهماً على صحتهم.
كما أكد الدكتور محمد نجم أستاذ جراحة العظام أن مرض هشاشة ولين العظام تزايد بشكل ملحوظ بين المصريين من كل الأعمار وبخاصةً الأطفال نتيجة تجاهل ممارسة الرياضة وإتباع عادات غذائية خاطئة وشرب المياه الغازية بكثرة.
وحذر نجم من العادات الغذائية الخاطئة الدخيلة على المجتمع المصرى والتي تتمثل فى شرب المياه الغازية بكثرة مع كل وجبة مما نتج عنه تزايد هشاشة العظام بشكل كبير فى الاّونة الأخيرة بين كل الأعمار.
وأضاف نجم أن الدراسات الطبية أكدت أن شرب المياه الغازية يؤدى إلى تأكل طبقة المينا الموجودة على الأسنان وأن الأطفال والمراهقين ما بين 12 و 14 عاماً هم الأكثر إصابة به وذلك لتناولهم المياه الغازية بشكل كبير.
وأوضح نجم أن شرب السيدات الحوامل للمياه الغازية يؤثر بشكل كبير على الأطفال فيما بعد ويؤدى إلى تأخر ظهور الأسنان ولين العظام داعياً إلى الإكثار من منتجات الألبان والتعرض للشمس فترات كافية، حيث انها تساعد على تكون فيتامين "د" الذي يساعد ويدعم امتصاص الكالسيوم.
وأشار نجم إلى أن هشاشة العظام أنواع، الأول مرتبط بانقطاع الدورة الشهرية عند المرأة وينتج عن توقف الهرمون الأنثوي "الاستروجين" وهو أكثر الأنواع شيوعاً ويتميز بالتناقص السريع لكتلة العظم.
والنوع الثاني متعلق بالشيخوخة ويحدث في الأغلب بعد سن السبعين وقد يؤدي إلى كسور في عظمة الفخذ والعمود الفقري وتشوهاتها ويتضاعف حدوثه عند النساء أكثر من الرجال نتيجة الخلل في إنتاج فيتامين "د"، بينما الثالث فينتج عن اضطرابات نشاط الغدة الدرقية أو نقص في هرمون الأنسولين أو تعاطي بعض الأدوية لفترة طويلة مثل "الكورتيزون" أو أدوية التشنج أوالحموضة بشكل كبير.
يذكر أن مرض هشاشة العظام أو لين العظام مرض عظمي انحلالي يسبب نقص في كثافة وكتلة مكونات العظام ولينها تدريجياً فيكون المصاب عرضة للكسور وخاصةً في العمود الفقري والفخذ واليد التي قد تكون خطرة خاصةً في كبار السن.
أضرارها لا تنتهي ...
كما أكدت دراسة حديثة أن المشروبات الغازية تحتوي على ما يعادل عشر ملاعق سكر، وهي كافية لتدمير فيتامين "B" الذي يؤدي نقصه في الجسم إلى سوء الهضم وضعف البنية والاضطرابات العصبية والصداع والأرق والتشنجات العضلية.
وأشارت الدراسة إلى أن المشروبات الغازية تعمل على ضعف وهشاشة العظام، خصوصاً في سن المراهقة، حيث تؤثر على الاسنان لأنها تحتوي على أحماض الفوسفوريك والكاربونيك التي تسبب تآكل طبقة المينا الحامية للأسنان.
وأوضحت الدراسة أن المشروبات الغازية تصنع من مادة الكولا التي تحتوي على مادة الكافيين التي تؤدي إلى زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والسكر، وزيادة الحموضة، كما تسبب مادة الكولا الأرق لدى الأطفال واضطرابات في النوم.
كما أكدت دراسة علمية حديثة أن المشروبات الغازية أو الفوارة تزيد من خطر التعرض لسرطان المرىء، موضحة أن هناك إرتباط قوى بين تناول المشروبات التى تحتوى على بيكربونات الصوديوم وسرطان المرىء.
وأشارت أحدي الإحصائيات إلى زيادة نسبة تناول هذه المشروبات حيث كان المستهلك منها حوالى 10.8 جالون عام 1946 وأصبحت 49.2 عام 2000 إلى جانب أن سرطان المرىء يوثر على حوالي 14 ألف أمريكي ويتسبب فى وفاة 10 ألاف أمريكى سنوياً.
وقد أثبت العلماء أن علاقة المشروبات الغازية بالسرطان ليست مصادفة، حيث تؤكد التجارب ان بيكربونات الصوديوم تسبب إنتفاخ فى المعدة مما يؤدى إلى إرتجاع العصارة المعدية والذى يعتبر من مسببت سرطان المرىء.
وقد دعمت نتائج دراسة أجريت حديثاً على الفئران الشكوك التي تفيد بأن تناول المشروبات الغازية السكرية يرتبط بتطور أمراض الكبد. وقد أعلن عن نتائج الدراسة في المؤتمر السنوي للرابطة الأمريكية لدراسات أمراض الكبد الذي يعقد في ولاية بوسطن الأمريكية.
وكشفت نتائج الدراسة أن الفئران التي تناولت كميات كبيرة من المياه المحلاة بالسكر أصيبت بأمراض الدهون الكبدية، وخاصة التي تناولت نوعا من السكر يعرف بالفركتوز، كما قل إقبال هذه الفئران على الطعام في حين حصلت على عدد أكبر من السعرات وزاد وزنها.
وتدعم هذه النتائج النظرية التي تفيد بأن تناول الفركتوز بكميات كبيرة يدمر الكبد ويزيد نسبة السموم.