ساد الهدوء فى سوريا بعد ساعة على دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، اليوم الخميس، حسبما أفاد رامى عبد الرحمن، مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان.
وأضاف المرصد "بعد ساعة على انتهاء المهلة، هناك هدوء كامل فى كل المناطق"، بعدما أشار إلى سماع انفجارات فى منطقة الزبدانى بريف دمشق، دون إعطاء تفاصيل إضافية، إلا أنه لفت لاحقا إلى أنه "لم تتم ملاحظة أى انسحاب للدبابات" التى يفترض أن تنهى السلطات السورية سحبها من المدن، الثلاثاء، بموجب المرحلة الأولى من خطة عنان، إلا أن ذلك لم يحدث.
ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فى سوريا فجر اليوم، بموجب المهلة التى حددتها خطة موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفى عنان، لوضع حد لأعمال العنف المستمرة فى البلاد منذ أكثر من عام.
وقبل ساعات على انتهاء المهلة، كانت القوات السورية لا تزال منتشرة فى بعض المناطق. وأسفرت العمليات العسكرية للنظام عن مقتل 24 مدنيا، من بينهم 10، فى قصف على الرستن فى محافظة حمص، بحسب المرصد الذى أشار إلى مقتل ضابط منشق برتبة ملازم، وعميد فى الجيش النظامى.
وكان النظام السورى الذى يواجه حملة الاحتجاجات ضده بقمع دموى، قد أعلن أنه سيوقف عملياته العسكرية صباح الخميس، لكنه حذر فى الوقت نفسه من أن قواته سترد على أى هجوم "إرهابى"، فى إشارة إلى المتمردين الذين تعهدوا أيضا احترام المهلة، طالما دمشق تقوم بذلك، إلا أن دولاً غربية عدة شككت فى نوايا نظام بشار الأسد، كما طالبته الولايات المتحدة أمس، الأربعاء، بـ"أفعال وليس بأقوال".
من جانبه، شدد الرئيس الأمريكى باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس، الأربعاء، "على أن الوضع يطرح ضرورة أن يتخذ مجلس الأمن مجتمعا عملا أكثر حزما".
وحذر وزير الخارجية البريطانى "وليام هيج"، من أن بريطانيا ستكثف دعمها للمعارضة السورية، وتطالب بتشديد العقوبات على دمشق، إذا لم تلتزم القوات الحكومية بوقف إطلاق النار.
حث وزراء دول مجموعة الثمانى سوريا على الالتزام بوقف إطلاق النار بموجب خطة عنان، لوضع حد لأعمال العنف المستمرة فى البلاد منذ أكثر من عام.
وأعلنت فرنسا وبريطانيا أنهما ستطالبان بإرسال مراقبين دوليين إلى سوريا فى حال التزم النظام السورى بوقف إطلاق النار، الذى دخل حيز التنفيذ اليوم، حيث دعا وزير الخارجية الفرنسى "ألان جوبيه" مجلس الأمن، إلى درس "إرسال مراقبين"، للتحقق من الالتزام بوقف إطلاق النار، ويكون "بإمكانهم التحرك بحرية" دون تدخل النظام السورى، وأيدت بريطانيا الدعوة وحذرت من أنها ستكثف دعمها للمعارضة، وستطالب مجلس الأمن بتشديد العقوبات على سوريا، فى حال لم تلتزم بوقف إطلاق النار.
وقال هيج "ينبغى تكثيف الضغوط التى نمارسها على النظام- وحملة القتل والتعذيب والقمع التى يمارسها- فى حال فشل كوفى عنان". وكان يتحدث على هامش قمة وزراء خارجية مجموعة الثمانى فى واشنطن.
والتقى وزراء خارجية المجموعة فى واشنطن للتباحث فى الخطوات المقبلة التى يجب اتخاذها حول الوضع فى سوريا وفى كوريا الشمالية التى أعلنت إطلاق صاروخ بين 12 و16 إبريل، وأيضا قبل المحادثات حول الملف النووى الإيرانى السبت المقبل فى إسطنبول.