طوال الفترة التي انتظر فيها الصحافيون جورج قرداحي أول من أمس في فندق «فورسيزن» في القاهرة لإعلان تفاصيل برنامجه الجديد، كانت موسيقى «مَن سيربح المليون» تصدح من وقت إلى آخر، لتؤكّد للحاضرين أنّ الإعلامي الشهير قرّر الاعتماد مجدداً على برنامجه الأثير. تأخر وصول الشخصيات اللبنانية المشارِكة في المؤتمر الصحافي لإعلان تفاصيل برنامج «المليونير»، أدى إلى إقامة المؤتمر متأخراً ساعتين عن موعده المحدّد. لكن تلك الفترة كانت كافية ليعرف الصحافيون أنّه لا جديد في برنامج قرداحي الذي تغيّر اسمه فقط. هذا الأمر لم يحجب ثقة الإعلامي اللبناني بقدرته على جذب الجمهور مجدداً، ولو كان تحت عباءة «من سيربح المليون».
يرى قرداحي أنّ طبيعة البرنامج تجعله دائم التجدد، رغم ثبات الفكرة؛ فالمتسابقون يتغيرون، والأسئلة تختلف والجو العام للحلقات سيكون مغايراً لما تابعه المشاهدون. والأهم أنّ «الحياة» ـــــ أبرز القنوات المصرية ـــــ لن تقدم البرنامج بمفردها. هناك شراكة رئيسية مع «سوني بيكتشرز» التي تنشط على مستويات عدة في الشرق الأوسط.
كان واضحاً خلال المؤتمر أنّ تفاصيل كثيرة ظلّت مجهولة، كاسم مخرج البرنامج، وموعد إطلاق إعلانات اختيار الجمهور. لكن الموعد المرتقب لظهور الحلقات سيكون في أيار (مايو) المقبل، وسيُعرض مرتين كل أسبوع. وسيصوَّر البرنامج في الاستوديوات التابعة لـ«الحياة» في القاهرة، ما يحتّم على قرداحي تنقّله الدائم بين بيروت والقاهرة.
وعن ظهور برامج مسابقات عديدة تلوّح للجمهور بجوائز تصل أيضاً إلى مليون جنيه (نحو 160 ألف دولار) على غرار ما يعد به «المليونير»، أجاب رئيس شبكة تلفزيون «الحياة» محمد عبد المتعال بأنّ الحلقات ستتواصل بمفاجآت أكبر في رمضان، وسيكون البرنامج الوحيد الذي تظل قيمة جائزته الكبرى مليون جنيه إذا نجح أحد المتسابقين في بلوغ المرحلة الأخيرة.
خلال المؤتمر، حرص قرداحي على توجيه التحية مراراً لتلفزيون «الحياة» ولفريق العمل، وخصوصاً أنّ محمد عبد المتعال كان مخرجاً للمواسم التي أُنتجت في مصر من برنامج «من سيربح المليون». ورأى قرداحي أنه انتقل من عائلة كبيرة هي مجموعة قنوات «إم. بي. سي» إلى عائلة كبيرة أيضاً في مصر. ونفى أن يكون تعاقده مع تلفزيون «الحياة» لمدة ثلاث سنوات مرتبطاً بتوقيع الشبكة عقد شراكة مع «شويري غروب».
وكان الإعلامي البارز قد بدأ المؤتمر بكلمة مكتوبة استبق فيها أسئلة الصحافيين بشأن مغادرته mbc، مؤكداً أنه استقال قبل أسبوعين فقط، مضيفاً أنّ علاقته ستظل قوية بمالك المجموعة الشيخ وليد الإبراهيم وكل العاملين في المحطة التي صنعت نجوميته. وشدّد على أنّ أزمة برنامجه الذي لم ير النور على mbc بسبب تصريحاته المساندة للنظام السوري، ليست سبب انفصاله عن المجموعة. لكن رداً على سؤال «الأخبار» عن شعوره بالتعرض للظلم بسبب موقفه السياسي، وخصوصاً أنّ مشاهير آخرين أعربوا عن دعمهم للنظام وظلّوا بمنأى عن أي هجوم، أجاب بأنّه يرفض تعبير «الظلم»، مضيفاً أنّه لو وقع هذا الظلم، فليس سببه mbc، بل المناخ العام الذي تعيشه شعوب الربيع العربي.