وفاة الساخر جلال عامر الذى علمنا الابتسام في وقت الشدائد
توفى اليوم الكاتب الساخر جلال عامر بسبب ازمة قلبية اصابته اول امس نقل على اثرها للمستشفى .
وكان جلال عامر يشارك فى مظاهرة اول امس و اصابته ازمة قلبية وسقط وهو يقول " المصريين بيموتوا بعض " .
واجرى له الاطباء بالأمس عملية جراحية .. وتوفى صباح اليوم.
جلال عامر كاتب صحفى مصرى مرموق، وُلد مع ثوره يوليو، وعاش إنتصاراتها وإنكساراتها، تخرج في الكلية الحربية وكان أحد ضباط حرب أكتوبر.
وشارك في تحرير مدينة القنطرة شرق. درس القانون في كليه الحقوق والفلسفة في كليه الآداب.
يكتب القصه القصيره والشعر وله أعمال منشوره، يعمل كاتباً صحفياً وتنشر مقالاته في عدة صحف.
وينشر له عمود يومى تحت عنوان "تخاريف" في جريدة المصري اليوم، ويكتب في جريدة الأهالي الصادرة عن حزب التجمع ويشرف كذلك على صفحة مراسيل ومكاتيب للقراء في جريدة القاهرة والتي تصدر يوم الثلاثاء عن وزارة الثقافة المصرية .
ويُعد الآن أحد أهم الكُتاب الساخرين في مصر والعالم العربى كما يعتبر جلال عامر صاحب مدرسة في الكتابة الساخرة تعتمد على التداعى الحر للأفكار والتكثيف الشديد.
من اهم مؤلفاته كتاب مصر على كف عفريت وهو كتاب ساخر ينتقد حال مصر ويتناول مشكلات مصر .
وكان اخر ما كتبه عامر قبل اصابته بالازمة القلبية هى مقالة بعنوان "عقد اجتماعى جديد " ينتقد الاوضاع السياسية فى مصرفقال:""حاجة غريبة منذ ظهر "الجنزورى" على "الساحة" اختفى "الكفراوى" من "الشاشة".. أما تآكل الاحتياطى النقدى فهو "ريجيم" قاسٍ بأمر الدكتور "العقدة".. أما "انتصار الشباب" فهو ليس فيلماً لـ"أسمهان" لكنه حقيقة علمية، فلا أحد يقف أمام الطبيعة ولا عاقل يهتف ضد التكنولوجيا، هو فقط يُؤجل مثل مباريات الكرة ومواعيد حبيبتى وجلسات المحاكمة "".
واوضح فى مقاله الاخير انه يرى ان الحل الوحيد لكل مشكلاتنا هو "العقد الاجتماعى الجديد" فقال :"" ومن كام ألف سنة خصصنا كام ألف كيلومتر لإقامة دولة ومن يومها ونحن (نسقع) الأرض ولا نبنى عليها الدولة بل نبنى عليها قصوراً للحكام وقبوراً للزعماء، لذلك أظن أننا لا نحتاج إلى (دستور جديد) بقدر احتياجنا إلى (عقد اجتماعى جديد).. يعمل فيه الموظف نظير راتب وليس نظير رشوة.. وينال فيه الضابط احترامى دون أن ينال منى.. ويجلس فيه القاضى على المنصة مكان الشعب وليس مكان أحد أقاربه.. ويختار فيه الناخب مرشحه على أساس (حجم الكفاءة) وليس على أساس (وزن اللحمة).. ونعرف فيه أن مدرس اليوم هو تلميذ الأمس وناظر الغد يشرح فى المدرسة بطعم الخصوصى وأن طبيب اليوم هو تلميذ الأمس ومريض الغد يكشف فى المستشفى بطعم العيادة "" .
ويضيف :"" نريد عقداً اجتماعياً جديداً نمارس فيه السياسة فى الجامعات وليس فى الجوامع وفى المدارس وليس فى الكنائس، فبيوت الله تعلو على مقار الأحزاب.. نريد علاقة صحية وصحيحة بين السلطة والإعلام، فليس حتماً أن يظهر «الجنزورى» فيختفى (الكفراوى) وشفافية تحاسب ( العقدة ) وتحاكم (المنشار ).
وقد تابعت الصراع بين علماء (نظرية الكم) مثل (بلانك) الذين تحدثوا عن الاحتمال وبين علماء "نظرية النسبية" مثل "أينشتاين" الذين تحدثوا عن "الدقة" ولاحظت أن كليهما خصم "الفترة الانتقالية" من عنصر الزمن وقالوا إن سبعة آلاف سنة ليس فيها سبعة أيام حرية"" .
وتكلم عن مواصفات الرئيس القادم فقال :"" لذلك نريد رئيساً لا يرفعون عنه الستار كأنه تمثال فرعونى أو يقصون أمامه الشريط كأنه محل تجارى، بل حاكم يحكم ويتحكم ويحاكم من أخطأ ويُحاكم إذا أخطأ.. وهناك موضوع آخر فى غاية الأهمية لكننى نسيته وعندما أتذكره سوف أتصل بك.. ثم أن يقدم الجميع وعلى رأسهم " أينشتاين " و" بلانك " إقرارات ذمتهم المالية كل عام مع دخول المدارس سواء بنظرية " الدقة " أو بنظرية ( الاحتمال).""
رحم الله جلال عامر وجزاه خيرا بكل بسمة رسمها على الوجوه وكل شمعة اضائها فى العقول .